المقالات

9 سمات للعقلية المتسلطة!

 

إن العقلية السلطوية تنشأ في السنوات الأولى من حياة الشخص، وتتشكل بقوة من قبل الوالدين وبيئة الأسرة، حيث ذكر العالم Adorno أن العلاقات الهرمية والاستبدادية والاستغلالية بين الوالدين والطفل قد تؤدي إلى بناء الشخصية التسلطية. فالآباء الذين يهيمنون على الطفل ويهددونه بقسوة ويستخدمون سلطتهم بشكل خاطئ هم سبب رئيس في صناعة العقلية المتسلطة. وهذا لا يعني أن الأسرة هي السبب الوحيد، لكن هي السبب الأول ثم يأتي دور المدرسة والمجتمع في صناعة العقلية الحرة أو المستبدة. وعودة إلى نظرية Adorno ألخص لكم بتصرف أبرز 9 سمات للعقلية المتسلطة.

1 لديها ولاء أعمى للمعتقدات التقليدية عن مفهوم الصواب والخطأ.

2 لديها تقديس عال للسلطة الخارجية ولا تؤمن بالانضباط الذاتي القائم على الوعي والقيم.

3 لديها سلوك عدواني تجاه أولئك الذين لا يوافقون تفكيرها.

4 لديها نظرة سلبية افتراضية عن الناس، أي الاعتقاد بأن الناس سيكذبون أو يغشون أو يسرقون إذا أتيحت لهم الفرصة.

5 لديها إيمان عميق بالحاجة الملحة لقيادة قوية دكتاتورية لضبط السلوك والأداء.

6 لديها يقين بنظرية المؤامرة وأن الجميع يريد السيطرة عليها.

7 لديها ميول لمقاومة الأفكار الإبداعية وغير التقليدية والأفكار التي بها مخاطرة.

8 لديها نزعة لإظهار مشاعر الغضب والتهديد على مجموعة كبش فداء.

9 لديها مرض الانشغال بالعنف والجنس.

كل السمات السابقة لهذه العقلية المتسلطة تمت تغذيتها من قبل الأسرة أولا! لأن الأسرة ربما كانت تهتم في التغذية الصحية لبطن الطفل ولم تهتم في التغذية الصحية لعقله. هذه الأسرة لم تغذ في عقله القناعة والإقناع والحوار والتفكير، بل كانت تمارس معه الاستبداد السلطوي! هذه الأسرة لم تهتم بالتغذية الروحية التي تعطيه الإشباع العاطفي الكافي حتى لا تجعله يتسول هذه الحاجة أو يسرقها أو يتجبر حتى يحصل عليها! هذه الأسرة لم تغذ في عقله كيف يتعامل مع المتنافسين، فخرج بعقلية الحاقد والكاره والمنتقم والحاسد والمتسلط! هذه الأسرة لم تغذ عقله بطرق التعامل مع المختلف والمخالف.

أنا هنا لا أقسو على الأسرة وأحملها كامل مسؤولية بناء هذه العقلية، ولكن أقول هي المسؤول الأول وهي المسؤول الداخلي الذي يمكن التحكم فيه عكس المسؤول الخارجي كالتعليم والمجتمع وغيرهما من العوامل الخارجية التي يصعب التحكم بها. لذا على الأسر الانتباه والحذر من استخدام العقاب والضرب كوسيلة للإقناع أو قمع تصرفات وأفكار أطفالهم، وعليهم إشباع حاجات أطفالهم العاطفية فهي أهم من الإشباع الغذائي، وعلى الأسرة الانتباه وعدم تشجيع أطفالهم على الاستحواذ والسيطرة على الأطفال الآخرين دون ردعهم أو دون محاولة توضيح خطئهم.

وأخيرا، يجب تشجيعهم على التسامح وعدم تشجيعهم على الكراهية والسلوك العدواني ورفض الآخر.