المقالات

4 علامات للتفكير المفرط!

 

التفكير الزائد عن الحد في ذات الأمر وبنفس الطريقة أمر مرهق نفسيا وعصبيا، وقد يسبب العديد من الأمراض الجسدية. المبالغة بتركيز العقل على مسألة واحدة وهدر الوقت في القلق يجعلان من الصعوبة إنجاز مهام أخرى، وبالتالي يفقد الشخص التركيز ويصبح مشتتا، وهذا ما يسمى Overthinking.

تقول ليندا سابادين أخصائية علم النفس السريري في لونغ آيلاند إن الإفراط في التفكير يمكن أن يفسد يومك ويدمر دورة نومك. فالتفكير المفرط هو مثل الكتاب الذي لا يحوي فواصل وفصولا، لا يعرف له بداية أو نهاية ولا نعرف متى ننتهي منه.


والملاحظ أن المنشغلين بالرياضة والأعمال التطوعية والقراءة والتعلم والكتابة البعيدة عن الأمور التي تشغلهم ليس لديهم مرض التفكير المفرط. والحقيقة أن الانشغال أمر لا مفر منه، ولكن هناك من ينشغل فكره في إسعاد الآخرين وهناك من يفكر في إتعاسهم، وهناك من ينشغل في تحديات الحياة، وهناك من ينشغل في اقتناص فرصها، وهناك من يصاب بالانطواء على نفسه لظهور علامات الساعة وهناك من ينشغل في الإعمار حتى قيام الساعة. لذا وجدت أن أبرز 4 علامات للتفكير المفرط، والعلاج منه هو من خلال طريقة تفكيرنا في ذواتنا وفي الصغائر وفي الماضي وبالمستقبل.

1. البحث عن الكمال:

العقلية المنشغلة بالمشكلات، والجالدة لذاتها والباحثة عن الكمال هي عقلية مصابة بمرض الإفراط بالتفكير، بينما العقلية التي تملك أدوات حل المشكلات، والمتقبلة لذاتها كما هي، ولديها وعي حقيقي وذاتي (ليس من خلال ما يراه الآخرون) بنقاط قوتها وضعفها هي عقليات صحية تدرك أن الإنسان غير كامل لديه أخطاء يتعلم منها ليصبح أفضل.

2. التفكير في الصغائر:

التفكير في الصغائر بشكل مستمر وفي كل شيء هو من علامات التفكير المفرط الممرض، حيث يتم التركيز على الزلات الصغيرة للآخرين، وكذلك التركيز على صغائر الأمور التي لم تتحقق للشخص، كما يتم الانشغال بصغائر وتوافه الأمور بالحياة، بينما العقلية السليمة هي التي تتجاوز وتتغافل عن زلات الآخرين الصغيرة، ولا تغرق يومها بسطحيات وتوافه الأمور، ولا تلهث وراء الكماليات الصغيرة التي لم تتحقق في حياتهم، وراضية ومستمتعة بالنعم الكبيرة التي منحها الله لها.

3. الندم على الماضي:

الإفراط في الندم على ما فات واستحضاره بشكل دائم من أبرز علامات التفكير المفرط الممرض، بينما التفكير الصحي السليم هو ذلك التفكير المتعلم من دروس وأخطاء الماضي، ولديه يقين بأن الفرص التي ضاعت تقابلها فرص مضاعفة في الحاضر والمستقبل، ويملك إيمانا بأن لحظات السعادة التي فقدها يمكن صناعتها من جديد مع أشخاص وأماكن وظروف جديدة.

4. القلق من المستقبل:

ببساطة التفكير بقلق وخوف من المستقبل هو تفكير مفرط ممرض، بينما الاستعداد للمستقبل ببناء المعارف والمهارات والاتجاهات اللازمة لتحديات المستقبل هو التفكير السليم. الانشغال بالعمل للمستقبل لا الانشغال بالتفكير فيه هو سبيل الناجحين، فهم يعملون على تطوير أدواتهم وترك النتائج.

S_Meemar@