المقالات

هل تفكيرك منحرف؟

 

 

قبل الإجابة على التساؤل دعنا نذكرك بتعريف الانحراف كما ورد بمعجم لسان العرب «الانحراف هو التجاوز والميل عن الشيء والعدول عن الصواب».

اليوم في ظل هذا الزمن المتسارع والمتقلب، ومع هذا الانفجار المعرفي والتقني أصبح تدفق المعلومات والأحداث سريعا وواسعا، ومعه تزيد فرص الوقوع بأخطاء في عملية التفكير، والتي تسبب انحرافا في الأحكام والقرارات والسلوكيات! في هذا المقال سأركز على تلك الانحرافات الفكرية التي قد نقع فيها بشكل مستمر، وتحديدا سأركز على أشهر 4 أخطاء في التفكير والتي أصبحت منهج حياة لدى بعضنا، ومن خلالها تستطيع الإجابة على تساؤل المقال.


-1 نحيط أنفسنا بما يتوافق مع معتقداتنا: نقوم بوضع افتراض ما حول أمر ما أو شخص ما، ثم نقوم بجمع جميع الاستشهادات والأدلة والمواقف التي تعزز هذا الافتراض وعدم الاكتراث أو التركيز على ما يعزز عكس افتراضنا! مستخدمين منهجية إثبات الافتراض ولا نهتم لنفيه! ومعه تكون أحكامنا وقراراتنا منحرفة سواء في فهم ذواتنا أو الأشخاص من حولنا أو حتى الأحداث، ونعيش بهذا الافتراض المنحرف المبني على أدلة منحرفة وصولا لمسلمات منحرفة تجعل حياتنا منحرفة.

2. نستمر في التفكير بالأمور التي فقدناها: الانحراف في هذه النقطة تحديدا يجعلنا في حالة ندم مستمر، يمتد أثره على عدم الاستمتاع بمكتسبات الحاضر ويجعلنا نخاف من المستقبل! لأننا ما زلنا نعيش في الماضي ولا نأخذ منه دروسا بل آهات ومشاعر الندم والحسرة، ونردد عبارات لن تغير من الواقع شيئا، مثل قولنا لو عاد بي الزمان لفعلت كذا وكذا، أو لم أفعل كذا، وهذا النوع من الانحراف الفكري يجعلنا في صندوق الماضي في قراءة وفهم وتحليل كل شيء، ويصعب علينا مع الوقت الخروج من هذا الصندوق.

3. نفكر بالتبرير أكثر من الاعتراف: كما هو معلوم أن أول خطوة في حل مشكلة ما هو الإحساس بالمشكلة والاعتراف بأن هناك مشكلة، والاعتراف يعني بما أنه أنا جزء من المشكلة إذن أنا سبب فيها! وبدون هذه الخطوة لن تحل المشكلة، وستتكرر بأشكال مختلفة، ونجد أنفسنا منحرفين بدلا من كسب الوقت في حل المشكلة سنسخر الوقت في البحث عن مبررات، وبدلا من رفع مهارة حل المشكلات سنجد مهارة المراوغة والتبرير والقدرة على رمي الأخطاء على الغير هي المرتفعة.

4. نفكر بقاعدة الصورة النمطية: كلنا نقول إن التعميم هو لغة الجهلاء، ولكن بنظرة صادقة لبعض سلوكياتنا سنجد أن الصورة النمطية نحو مجموعة ما أو أمر ما تتحكم بنا بشكل واضح وفاضح، ومعها يتجلى الانحراف والعنصرية والإقصاء والواسطة والتفضيل! ولولا وجود أنظمة صارمة في بعض الدول في هذا الخصوص لوجدت الأحكام والانطباعات المخنوقة في صدورهم تخرج في سلوكياتهم.

• الانحراف الفكري لا يعني فقط التطرف الفكري المؤدي للإرهاب، أو الانحراف وراء هوى النفس المؤدي للانحراف السلوكي!

• العقل يركز على جلب جميع الشواهد اليومية التي تعزز افتراضك حتى لو كان خاطئا، فمثلا لو افترضت واهما أن والدك يكرهك سيساعدك العقل على التركيز فقط على السلوكيات التي تصدر من والدك المعززة لافتراضك

• وصل الأمر عند البعض أن يمارس انحرافه الفكري من خلال التخفي بأسماء مستعارة في وسائل التواصل الاجتماعي حتى يمارس عنصريته الفكرية!

@S_Meemar