المقالات

مستويات كولبرج للفكر الأخلاقي!

يصف Kohlberg الفكر الأخلاقي بأنه القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وعلى ضوء ذلك يتم القيام بالسلوك المطلوب. ويعد لورنس كولبرج من أشهر العلماء في هذا الميدان، حيث حدد محكات النمو الأخلاقي من خلال فحص الفكر الأخلاقي لدى 72 طفلا أعمارهم (10، 13، 16) سنة عند التعامل مع مواقف معضلة ذات طابع أخلاقي، وفيها صراع بين الانصياع للقواعد القانونية الاجتماعية وأوامر السلطة من ناحية وبين الحاجة البشرية لتحقيق رفاهية الأفراد الآخرين من ناحية أخرى. ومن خلال محكات النمو الأخلاقي قام كولبرج بالخروج بثلاثة مستويات، وكل مستوى به مرحلتان.

1 أخلاقيات ما قبل العرف والقانون:

 

وهو المستوى الأول من سلم بناء الفكر الأخلاقي ويقع بين مرحلتي الطفولة المبكرة والمتوسطة ويضم مرحلتين، حيث المرحلة الأولى مرحلة العقاب والطاعة، ويقع بها غالبية الأطفال تحت سن عشر سنوات كنتيجة لتمحورهم حول ذواتهم، مما يدفعهم إلى ربط الأحكام الأخلاقية بقواعد السلطة الخارجية وما يترتب على سلوك الفرد من ردود أفعال السلطة، فالصحيح هو ما تكافئ عليه السلطة، والخطأ هو ما تعاقب عليه. ثم يطلق على المرحلة الثانية المرحلة الفردية، وفيها يدرك الفرد أنه لا توجد وجهة نظر واحدة صحيحة تأتيهم من سلطة ما، ويتم تقييم القرارات الأخلاقية على أساس إشباع الرغبات الشخصية، فالعلاقات الإنسانية تقوم على مبدأ الأخذ والعطاء وأن ما يسبب لذة لشخص ما يأتي في المقدمة بالنسبة له بغض النظر عن الآخرين.2 أخلاقيات العرف والقانون:

هذا المستوى به تحول في مستوى الأحكام الأخلاقية، حيث ترتبط أحكام الفرد الأخلاقية بالالتزام بالأعراف والقوانين، ويقع فيه أغلب المراهقين والراشدين ويشمل مرحلتين. فالمرحلة الأولى مرحلة التوقعات المتبادلة، أي مرحلة العلاقات الشخصية والمسايرة الاجتماعية بحيث يُكـوِّن الفرد في هذه المرحلة وجهة نظر فردية في علاقته مع الآخرين نتيجة لقدرته على التعرف على المشاعر المتبادلة التي تمكنه من وضع نفسه في مكان الآخرين واتخاذ القرارات الأخلاقية على أساس عمل ما هو جيد في نظر الناس. والمرحلة الثانية هي مرحلة النظام الاجتماعي والضمير، بحيث يصل الفرد في هذه المرحلة إلى تأدية الواجبات التي عليه بشكل جيد متجاهلا العلاقات الشخصية والتوقعات التي تعتبر ضرورة في المراحل السابقة، فيعتقد أن الطريق الصحيح أو الالتزام الأخلاقي يحدث بالالتزام بالقانون على اعتبار أنه يحمي المجتمع من السقوط.

3 أخلاقيات ما بعد العرف والقانون:

هذا المستوى يتخطى الفرد فيه مرحلة الالتزام بالقانون إلى مرحلة الالتزام بالمبادئ الأخلاقية، حيث تكون الأحكام الأخلاقية أكثر تعظيما فيها من المراحل السابقة، إذ لا ترتبط بالقانون بشكل حرفي، ولا ترتبط بعمر معين، ويشمل هذا المستوى مرحلتين. فالمرحلة الأولى يطلق عليها مرحلة العقد الاجتماعي والحقوق الفردية، بحيث يتخطى الفرد الالتزام بشكل القانون إلى فهم جوهره وأساسه وفهمه كقواعد متفق عليها لحماية المجتمع، بل ويساهم ويتطوع لينمو مجتمعه. ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة المعايير الأخلاقية العالمية العامة، حيث يتخطى الفرد في هذه المرحلة مناقشة القوانين وصلاحيتها في مواقف معينة ليصل إلى المبادئ الأخلاقية العامة التي تحكم البشر ككل. فالصواب يعرف عن طريق ما يقرره الضمير طبقا لمبادئ أخلاقية يختارها الشخص لنفسه وتحتكم إلى المبادئ المثلى للعدل والمساواة بغرض تحقيق التوازن بين الحقوق المتعارضة.وجميع المستويات السابقة لا يتم فيها نمو الفكر الأخلاقي بشكل تلقائي، فقد تجد شخصا تجاوز الأربعين من عمره لكن نموه الأخلاقي توقف عند المستوى الأول! لذا يجب الاهتمام ببناء هذه المستويات ورفع مستوى الوعي بها، وتصميم كل ما يساعد على تحقيقها من خلال الأسرة والمؤسسات ذات العلاقة.

أخلاقيات ما قبل العرف والقانون

  • مرحلة العقاب والطاعة
  • مرحلة الفردية النفعية




أخلاقيات العرف والقانون

  • مرحلة التوقعات المتبادلة
  • مرحلة النظام الاجتماعي والضمير




أخلاقيات ما بعد العرف والقانون

  • مرحلة العقد الاجتماعي
  • مرحلة المعايير العالمية




S_Meemar@