المقالات

عقلية افعل بذكاء لا بجهد!

خرج كيفين بول بكتاب رائع بعنوان أدرس بذكاء وليس بجهد، وخرج من خلاله بعدد من القواعد والتوصيات التي تساعد الطالب على المذاكرة والتفوق والنجاح. وهناك أصوات عديدة تبنت فكرة أن الدراسة اليومية لساعات طويلة ليست هي الحل أو الضمان للنجاح والتفوق، بل هناك عدد من الاستراتيجيات الأخرى المهمة كانت وراء تفوق عدد من الناجحين الذين لم يكن معدل ذكائهم عاليا، ولم يكن عدد الساعات التي يقضونها في المذاكرة عالية! لذا سألخص في 6 نقاط الفوائد التي تعلمتها من مبدأ افعل بذكاء لا بجهد، وطبقتها في حياتي بجميع مراحلي الدراسية حتى ما بعد الدكتوراه.

1. لا للغياب:

الحضور المستمر وعدم الغياب له فوائد عديدة، وأهمها أنها مؤشر يعتمد عليه الأستاذ يدل على اهتمام الطالب وحرصه، ووسيلة يمكن أن تخدم الطالب في حالة فقدان بعض الدرجات في المعدل النهائي للمادة، حيث يحاول كثير من الأساتذة مساعدة الطالب الحريص. والغياب أيضا يفقدك فرصة معرفة الأمور التي يركز عليها الأستاذ وتكون في الغالب محور أسئلته في الاختبارات الدورية والنهائية. والأمر الأخير أن تعويض غياب يوم واحد يتطلب مجهودا مضاعفا لاستيعاب المفقود، لذا اجعل شعارك لا للغياب.

2. دَرِّس غيرك:

نحن نتذكر 10% مما نقرأ، و20% مما نسمع، و30% مما نشاهد، و70% مما نناقش، و80% مما نجرب، و90% مما نعلمه للآخرين! لذا من أهم قواعد الاسترجاع وقوة الذاكرة هي نقل ما تعلمت للآخرين، وهذه قاعدة محورية تميز بها معظم المؤثرين. لذا لخص ما تعلمته وقدمه لمن حولك لترى بنفسك التحول العجيب في قدرتك على الفهم والاسترجاع.

3. اكتب ملاحظات بيدك:

دوما إشراك أكثر من حاسة أثناء التعلم يساعد على تثبيت واسترجاع ما تعلمناه، لذا تدوين ملاحظاتك بنفسك وعدم الاعتماد على الملخصات الجاهزة يساعدانك على إشراك معظم حواسك. كما يفضل أن يكون تدوينك على شكل خرائط مفاهيم وخرائط ذهنية حتى يصبح تنظيم المعلومات واسترجاعها أفضل وأسرع.

4. ادرس بشكل جماعي:

الدراسة الجماعية فن يجب إتقانه وإلا ستكون نتائجه عكسية! فكثير من الطلاب يدرس بشكل جماعي مع أقرانه، ولكن النتيجة دوما غير مرضية وضياع للوقت! لذا عليك في البداية أن تحسن اختيار فريق الدراسة، وهم في الغالب فريق يختلف عن فريق نهاية الأسبوع الذين يشبهونك ويشتركون معك في اهتماماتك وقدراتك ومهما كان عددكم فأنتم كفاعلية عددكم واحد! ولكن عند إتقان فن الدراسة الجماعية فإنك ستكون قادرا على تشكيل الفريق التكميلي وتوزيع الأدوار وتحديد المهام وتحديد النتائج المتوقعة بجهد أقل ونتائج أكبر.


5. تعرف على أسلوب المادة ومعلمها:

الأذكياء هم من يعرفون التعامل مع الأنماط المختلفة للأساتذة والمناهج الدراسية! لديهم قدرة على توزيع نسب وزنية بناء على حجم المادة وطبيعة أستاذها. ولكن للأسف كثير من الطلبة يضع المجهود المضاعف نفسه لجميع المواد، ويتعامل مع جميع الأنماط المختلفة لمعلميه بالطريقة نفسها، مما يجعله في ضغط مستمر ونتائج غير مرضية، عكس الأول مجهوده أقل ونتائجه أعلى.

6. التركيز وإدارة الوقت:

البعض يعتقد أن عدد الساعات الطويلة في المذاكرة كفيل بأن يحقق له نتائج عالية! ولكن هذا غير صحيح، فإدارة الوقت والتركيز العالي هما ما يحقق ذلك! لذا الطالب المتميز هو من يجيد اختيار الوقت المناسب للدراسة، ويختار المكان المناسب الذي يساعده على التركيز، ولديه قدرة عالية على توزيع وقت المراجعة والاستذكار طوال العام.

والآن لو عدت للقواعد السابقة وغيرت الأمثلة لوجدتها ليست قواعد للدراسة، بل قواعد للعمل وقواعد للحياة.

S_Meemar@