المقالات

سداسية العقلية المطمئنة!

اضطراب الطمأنينة أو اضطراب الأتاراكسيا (Ataraxia) كلمة إغريقية تعني عدم القدرة على التحرر من كل قلق وتكلف. ويقول ريفي غريتشن: رغم أنها لا تعتبر حالة طبية بالمعنى الكامل، لكن هي حالة ترتبط بالصعوبة في ربط الأحاسيس المتعلقة بالقيام بشيء ما وعواقبه. ومثال على ذلك عندما يفكر طفل إن كان سيقوم بواجبه المدرسي أو لا! الطفل العادي سوف يلخص الوضعية هكذا «إذا لم أقم بالواجب، سأقع في ورطة، وإذا وقعت في ورطة سأكون حزينا، ولذلك فإهمال الواجب سيسبب لي الحزن»، بينما الطفل الأتاراكسي رغم قدرته على استيعاب هذه العبارة، إلا أنه عاجز عن إقامة رابطة إحساسية بين عدم القيام بواجباته والإحساس بالحزن، وبالتالي الوصول للطمأنينة النفسية يتطلب قبل ذلك الوصول إلى الطمأنينة الفكرية.

وخيار الوصول إلى حالة الطمأنينة ليس ترفا، بل ضرورة لأن الدكتور إيلان ويتشتاين الخبير بجونز هوبكنز وجد أن معدل الإصابة بالنوبة القلبية كان أعلى خمس مرات تقريبا خلال ساعتين من اندلاع الغضب، وزاد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ثلاثة أضعاف، والغضب هو أحد نتائج اضطراب الطمأنينة، وبالتالي يؤدي إلى زيادة إنتاج هرمونات الإجهاد المسماة الكاتيكولامين، هذه الهرمونات التي تزيد من ضغط الدم وتلعب دورا في تطوير لوحة تسد الشرايين. لذا الوصول إلى العقلية المطمئنة مطلب للوصول إلى نفسية وصحة مطمئنة، وللوصول لتلك العقلية أرى أن هناك 6 أسرار رئيسة.

-1 الاقتراب من الله:

الطمأنينة لها معادلة بسيطة مرتبطة بالروح، فكلما اقتربت هذه الروح بخالقها كانت مطمئنة وكلما ابتعدت اضطربت. ومن علامات قرب الروح لخالقها وصولها لحالة الطمأنينة من خلال الإيمان بأن أي أمر يقع لها هو خير، وإن لم يكن ظاهره خير بالتأكيد هو دفع شر.

-2 الرضا بما تملك:

الثقة بالذات والرضا بما تملك من أقوى عوامل جلب الطمأنينة للنفس، ومن ينتهج هذه المنهجية الفكرية سيجد نفسه في حالة امتنان دائمة. وهي عقلية لا تبحث عن الكمال لأنه لن يحصل، ولكن دوما تسعى أن تكون أفضل.

-3 عدم التركيز على الآخرين:

انشغالك بنفسك وعدم تركيزك على ما لدى الآخرين، وعدم مقارنة ذاتك بذات الآخرين تجلب لك الطمأنينة. تطوير مهاراتك والاستمتاع بما لديك كفيلان بأن يجعلا التنافسية بينك وبين ذاتك، للوصول إلى نسخة أفضل منك، وبالتالي الوصول إلى حالة الرضا والطمأنينة.

-4 التخطيط الجيد:

الحياة العشوائية تقلل نسبة الطمأنينة لديك، لذا أرى أن هناك علاقة طردية واضحة بين التخطيط والطمأنينة بحيث أنه كلما كانت لديك خطط تفصيلية واضحة لكل محور من محاور حياتك زادت حالة الطمأنينة لديك وأنت تسير نحو النتائج.

-5 الاعتماد على النفس:

كلما زاد لديك اليقين بأنك أنت المسؤول الأول والأخير عن حياتك، وما يحصل لك ما هو إلا نتائج أعمالك، زادت لديك الطمأنينة وقل لديك التشتت وتعليق الفشل والأخطاء على الآخرين، وبالتالي لومهم وخسارتهم وصولا إلى حالة الانطوائية وكره العالم المحيط.

-6 ممارسة أنشطة الطمأنينة: النوم الجيد وسماع الأصوات الهادئة وممارسة رياضة التأمل والابتعاد عن الأخبار المزعجة والأشخاص المزعجين كلها أمور تساعد على الوصول إلى النفس المطمئنة، ورأس هرم تلك الأنشطة ذكر الله «ألا بذكر الله تطمئن القلوب».

S_Meemar@