المقالات

خماسية العقلية القيادية!

نحن هنا لا نتحدث بشكل مباشر عن عناصر القيادة ومهام ومهارات القائد، بل عن عقليته! العقلية التي يجب أن يملكها قبل التأهيل والتدريب والدراسة والممارسة.

يجب أن تكون العقلية القيادية هي القاعدة التي نبني عليها المهارات والخبرات القيادية التي تصل بنا لرأس هرم القيادة وهو التأثير والتغير، دون الاعتماد فقط على السلطة المستمدة من المنصب! وبناء على أبحاث مستفيضة وتقييمات لأكثر من 35000 من القادة ومقابلات مع 250 من المدراء التنفيذيين، يخلص كتاب « The Mind of the Leader» للرائع Hougaard وزميلته Carter إلى أن القادة لا يلبون الاحتياجات الإنسانية الأساسية للموظفين وإيصالهم إلى حالة الرضا والسعادة! على الرغم من أن 77% من القادة يعتقدون أنهم يقومون بعمل مميز و88% من موظفيهم يقولون إن قادتهم يقومون بعمل سيئ! كل هذا بسبب أننا أمام أزمة عقلية قيادية غير قوية لا توازي قوة المهارة والخبرة القيادية التي يملكها القائد.

والحقيقة أجد نفسي متفقا تماما مع الكتاب ومعظم الأبحاث على أن بناء عقلية قيادية أمر في غاية الأهمية ويسبق أي تأهيل، بل ويبنى عليها الاختيار! لذا وجدت بعد القراءة والاطلاع على عدد من المراجع في هذا المجال أن هناك خماسية للعقلية القيادية الناجحة، ومن يملكها بجانب الخبرة والمهارة سيكون قائدا استثنائيا.

1. عقلية واقعية:

تؤمن بالواقعية لا المثالية، لذا لا تُصدَم أو تنسحب عندما تواجه بيئة عمل سلبية أو أفراد غير جيدين، بل تؤمن أن هذا واقع طبيعي ودورها هو تغيير هذا الواقع للأفضل، وليس الهروب من هذا الواقع أو التشكي منه أو البحث عن حلول مستحيلة، وتقوم بالتغيير السريع الشامل القائم على تغيير المنظومة بمنسوبيها!

2. عقلية جماعية:

تؤمن أن الجماعة أساس النجاح، وتؤمن أنها جزء من الجماعة لأنها عقلية تشاركية تشرك الجماعة في كل شيء، بدءا من الرؤية المشتركة، وصولا إلى الاحتفال بالنتائج. وتتميز بقدرة على التعامل مع الأفراد وتمكينهم في المكان والزمان المناسب، وليس فقط الاكتفاء بالتميز الفردي والتفوق والموهبة التي يملكها القائد، بل الهم الأكبر هو صناعة مواهب وعدد من قصص النجاح حتى لا يكون هو قصة النجاح الوحيدة بسيرته الفخمة التي وصل بها!

3. عقلية متوازنة:

تؤمن بالمحاسبة والتحفيز، ولديها يقين بأنهما جناحا القيادة اللذين يحلق بهما القائد ولا يستطيع الطيران بجناح واحد فقط، وبالتالي فور توليه أي عمل قيادي يخرج بمنظومة واضحة ومتكاملة للمحاسبة والتحفيز، يطلع عليها جميع منسوبي المنظمة أو المشروع الذي يقوم بقيادته.

4. عقلية استراتيجية:

عقلية لا تفكر بالنجاحات السريعة فقط، لأنها عقلية استراتيجية مؤسساتية لا فردية، فتقوم بعمل مبادرات بسيطة تحقق النجاحات السريعة الأولية التي تخفف عليه الرأي العام الذي نشأ على النجاحات السريعة، وفي الوقت نفسه يخطط ويعمل بطريقة استراتيجية تضمن النجاحات الحقيقية على المدى البعيد، والتي لا تتغير بتغيره.

5. عقلية تغيير:

عقلية تدرك أن القيادة تعني التقدم للأمام للوصول إلى محطة أفضل. وهذا الانتقال يتطلب معرفة أن التغيير يمر بمراحل، وقد أجاد في ذكرها كوتر. لذا صاحب العقلية القيادية يتنقل في قيادته من ممارسة القيادة الموقفية في مرحلة التسيير، إلى القيادة التحولية في مرحلة التطوير، ثم إلى القيادة الاستراتيجية في مرحلة التغيير.

S_Meemar@