المقالات

الفكر الشيطاني!

 

يعتقد نحو 70 % من الأمريكان بوجود الشيطان وفقا لاستطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة Gallup عام 2007. وفي ذات الاستطلاع ظهر تباين في مصدر الشر هل هو شر صاف مصدره الشيطان أم لا يوجد شيء اسمه شر صاف، بل الإنسان هو أحد أهم مصادر الشر. وعلى الرغم من هذا التباين في الاستطلاع إلا أنه حصل اتفاق على تعريف الشر بغض النظر عن مصدره، وتم تعريف الشر بأنه «متعة إلحاق الأذى بالآخرين»! وهذا هو التعريف الذي سوف أستخدمه في مفهومي للفكر الشيطاني.

والغرض من هذا المقال ليس محاكمة الشيطان! أو تحليل نسبة الشرور التي نقوم بها، وهل مصدرها نحن أم الشيطان! ولكن أهدف لمعرفة مؤشرات وعلامات هذا الفكر، وكيف أننا في فخ هذا الفكر وأصبح بعضنا بجسد بشري وبفكر شيطاني. وعلنا نستنتج معالم الفكر الشيطاني من بعض مواقف الشيطان التي ذكرت في القرآن.

أولا: الكبر، «وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين». فالكبر أحد أهم الممارسات التي عرف بها الشيطان، ولكن مع الأسف كم شخص بيننا ينتهج الكبر كفكر وسلوك وممارسة يومية وهو لا يدرك أنه بهذا لا يختلف عن فكر الشيطان وقد يلقى المصير نفسه.

ثانيا: الخداع، «فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين». من حيل الشيطان قدرته على تزييف الواقع وخداع الآخرين، وهذه مع الأسف صفة قد نجدها بيننا وبطرق أكثر احترافية من الشيطان نفسه! بل وصل بنا الحال إلى تخفيف هذه الممارسة البغيضة الشيطانية بقولنا هذا الشخص ذكي أو فهلوي، وهو في الحقيقة شيطان في صورة إنسان.

ثالثا: الشر للآخرين، «إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء». يجب أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا ونرى كم ممارسة نقوم بها تؤدي إلى إيذاء الآخرين من خلال الحسد والنميمة والكذب والتنمر! بل والمصيبة أن ذلك يكون دون الإحساس بالذنب، حتى عندما نعترف بالذنب نقول ضحك علينا الشيطان!

رابعا: الخبث، «كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين». لو نظرنا بعمق لبعض الممارسات التي نقوم بها من خلال المجاهرة بالمعصية وتقديم بعض المشاهير للمعصية بطريقة خبيثة يتم فيها إظهار جزء المتعة وإخفاء جزء الألم، ثم تأتي توبتهم لاحقا بعدما أصبح لديهم جيش من الصغار المتأثرين بخبثهم!

هذه ليست جميع الصفات التي يتميز بها الفكر الشيطاني، وليست كل الأمثلة والخصال المشتركة بين الشيطان والفكر الشيطاني الذي أصاب بعضنا، ولكن هي مجرد علامات توقظنا من رمي التهمة على الشيطان في كل سلوكياتنا الشيطانية، ودعوة لتصحيح فكرنا الشيطاني الذي قد يقودنا إلى مصير الشيطان نفسه.

S_Meemar@