المقالات

التفكير بالعوامل الخارجية مدمر!

  •  

 

أتمنى أن تجد فرصة عزيزي القارئ لقراءة كتاب Taking Responsibility للرائع ناثانيال براندن الذي أجاد في وصف أن حياتنا هي من صنع خياراتنا. هذا الكتاب الذي جعلني أحلق بعيدا في النظر في قصص عدد من الأصدقاء من حولي! فمنهم من وصل إلى ما يتمنى وبعضهم لا يزال يتمنى. وجدت أن الفرق هو في فهمنا لمفهوم المسؤولية، فهناك من تبنى أنه هو المسؤول الأول عن حياته، وهناك من تبنى أن جميع الأشياء السيئة في حياته ما هي إلا نتيجة تقصير والديه والمعلمين ورئيسه في العمل والأصدقاء والمجتمع! من المؤلم أن تعيش بعقلية أن الشجر والحجر والبشر يتآمرون عليك! هذه العقلية وهذه الطريقة من التفكير ستدمر حياتك تماما لأنك ستحترف البحث عن مبررات خارجية لفشلك! في الحقيقة ومن خلال مشاهداتي وجدت أن هناك 5 علامات لهذا النوع من التفكير المدمر الذي يعيش في ظلال العوالم والعوامل الخارجية، ولا يقوم بأي دور ذاتي داخلي يجعله يتفوق على وضعه الخارجي.

1. الحظ (حظي تعيس):


لديه يقين ثابت أنه شخص غير محظوظ، وهذا نكران وجحود لنعم الله عليه واعتراض على عدل الرحمن، وفي الوقت نفسه استسلام تام لما كان وما سيكون، مما يشل حركته نحو الحركة التي توسع دائرة الحظ، لأن السكون يضيق فرص اقتناص الفرص واختلاقها ويجعلك حبيس محطة اليأس. ويزداد شلله عندما يكتمل اليقين بأن ليس لديه حظا وليس لديه واسطة وأن جميع قصص النجاح خلفها واسطة وواسطة فقط!

2. الأعداء (الحاسدون، المحبطون، الكارهون):

سواء اتفقنا أن هناك أعداء حقيقين أم إن ذلك مجرد وهم، يظل التفكير بهم وتكبير حجمهم وتوسيع مساحتهم سيضيق عليك فرص الصعود ويجعلك تسخر كل طاقتك لهم. في الحقيقة لقد كنت مثلك ولكن قلت لهم في كتابي الذي أسميته «أولاد أفكاري»:

شكرا أيها الحاسدون فبكم التزمت أذكاري

شكرا أيها المتصيدون فبكم قلت هفواتي

شكرا أيها الشامتون فبكم نضجت أفكاري

شكرا أيها المحبطون فبكم زاد إصراري

شكرا أيها الحاقدون فبكم تضاعفت أفعالي

شكرا أيها الكارهون فبكم عرفت أحبابي

3. دور الآخرين (الناس لا تقوم بأدوارها):

لن تجده يتكلم عن الدور الذي يجب أن يقوم به تجاه موقف ما أو حالة ما، بل دوما يلوم الآخرين ويحملهم كامل المسؤولية ويطلب محاسبة الجميع على هذا التقصير دون الاعتراف بدوره أو مسؤوليته، حتى وصل إلى وهم أنه هو الوحيد المؤدي لدوره على أكمل وجه، بل حتى عندما يرسب في مادة يلوم والديه والمعلمين والمدرسة والنظام المدرسي، بل حتى من وضع جدول مباريات الهلال والنصر.

4. البلد (الوطن ما يقدرني):

حتى الوطن لم يسلم منه، ودوما يتغنى ببلاد الغرب وأنهم يقدرون الناجح، وحتى عندما تتاح له الفرصة في الدراسة أو العيش في بلاد الغرب لن يتغير حاله، لأنه ببساطة يبحث عن بيئة مثالية متكاملة العناصر ومسخرة له، وليس لديه الاستعداد للقيادة في طرق وعرة مليئة بالتحديات.

5. الزمن (أنا في الزمن الخطأ):

حتى الزمن لم يسلم من رمي التهم عليه، ودوما يردد أنه في الزمن الخطأ، فحياة الجيل الماضي أسهل وحياة الجيل اللاحق أفضل، بينما زمانه كله تحديات وصعوبات! يتمنى العيش في زمن الطيبين على قوله ويحمل زمانه جميع الأخطاء التي وقع بها، ويراهن أنه لو عاش في غير هذا الزمان لكانت نتائجه أفضل.

S_Meemar@